تشتعل ذكريات الماضي وصراع الحاضر مساء السبت في تورينو عندما يستقبل يوفنتوس نظيره نابولي على ملعب “يوفي ستاديوم” ضمن الأسبوع الخامس والعشرين من الدوري الإيطالي.

وتعتبر هذه المباراة فرشاة رسم لتحديد ملامح المنافسة على لقب الأسكوديتو ومعرفة المرشح الأكبر لتحقيق ذلك، حيث أن الفريقين هما الأقرب باحتلال نابولي الصدارة برصيد 56 نقطة، ويوفنتوس الوصافة بـ54 نقطة، وهما بعيدان عن صاحب المركز الثالث وهو فيورنتينا الذي يمتلك 46 نقطة.

وبعيداً عن الحاضر، فإن الماضي تسبب بعلاقة لا تنسى بين يوفنتوس ونابولي، وظهرت في ثمانينات القرن الماضي، والصراع كان عنوانه المهاجم الفرنسي ميشيل بلاتيني والأسطورة الأرجنتينية دييجو أرماندو مارادونا.

الصراع بين لاعبي يوفنتوس ونابولي الذي يشبه المنافسة بين ليونيل ميسي وكرستيانو رونالدو في الوقت الحالي قد بدأ في عام 1984 عندما انتقل مارادونا إلى ملعب “سان باولو” قادماً من برشلونة.

في ذلك الوقت كان بلاتيني يلعب مع يوفنتوس منذ عامين، وكان أفضل لاعب في إيطاليا واستمر بالسيطرة حتى عام 1986، وبقي مارادونا في الظل لعامين رغم تألقه في مواجهات الفريقين.

وبعد 4 مواسم من تألق بلاتيني في إيطاليا وعامين على صراعه مع مارادونا جاء الوقت لكي تميل الكفة للأخير، حيث أن “دييجو” كان الأفضل في العام الأخير للاعب الفرنسي في إيطاليا.

وجاء تفوق مارادونا فنياً وخاصة إعلامياً على بلاتيني بسبب مونديال عام 1986 الذي أقيم في المكسيك وقيادة بلاده للتتويج في اللقب، في وقت خرجت به فرنسا من نصف النهائي على يد ألمانيا، والتتويج في موسم 1986-1987 بلقبي الدوري والكأس مع نابولي على حساب يوفنتوس.

ورغم اعتزال بلاتيني كرة القدم بعد ذلك، إلا أن الصراع بينه وبين مارادونا يستمر حتى الوقت الحالي، حيث أن التصريحات لا تتوقف بينهما بسبب الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الأوروبي لكرة القدم وتهم الفساد التي دائماً يوجهها الثاني للأول بسبب استلامه رئاسة “اليويفا”.

وعند التحدث عن الأفضل بين بلاتيني ومارادونا فالأمر يعتبر صعباً، فلكل لاعب ميزات متشابهة، لكن هنالك أفضلية لواحد على الأخر ببعضها، فالأول يتميز بالتسجيل واللعب بالقدمين، والآخر بالمهارات الفائقة، والإثنين يتسمان بالروعة.

والآن بعد 30 عام تقريباً يعود الصراع الأرجنتيني  الفرنسي بين الفريقين، فبول بوجبا يعتبر نجوم يوفنتوس الأول بعدما ساهم بالتتويج بالثنائية التاريخية والوصول إلى نهائي دوري الأبطال في الموسم الماضي.

وبعد رحيل الثنائي آندريا بيرلو وأرتورو فيدال أصبح القائد الأول في خط وسط يوفنتوس، وقاده إلى وصافة الدوري بعد البداية الكارثية والوصول إلى المركز الـ16 في بداية الموسم وأنهى كلمة “منفوخ” من قواميس منتقديه.

أمام وجونزالو  هيجواين فهو ماكينة تهديفية لا تتوقف في نابولي خاصة خلال الموسم الحالي بتسجيله 24 هدف في 24 جولة، وتمكن من خلافة إدينسون كافاني بعد رحيله في عام 2013.

وتمكن البيبيتا أيضاً في الموسم الحالي من رسم البسمة في وجوه جماهير الجنوب وإعادة إحياء حلم التتويج بلقب الدوري الإيطالي بعد مواسم من الصعود إلى السيريا إيه قادمين من السيريا بي.

تابع صفحة الكاتب على فيس بوك: