أشارت عقارب الساعة إلى الدقيقة 72 من مباراة مانشستر يونايتد وإشبيليه في مباراة العودة من دور ثمن النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا وعلى ملعب أولد ترافورد قرر المدرب الإيطالي فينتشوزو مونتيلا الإستعانة بلاعبه الفرنسي ذو الأصول التونسية وسام بن يدير بدلا من المهاجم الكولمبي لويس موريل

لم ينتظر كثيرا مونتيلا ليحصد ثمار التبديل فمع أول لمسة لبن يدير أسقط إيريك بايلي أمامه وسدد الكرة إلى داخل شباك دافيد دي خيا معلنا عن هدف التقدم لفريقه في المباراة ويركض ليحتفل أمام أنصار فريقه القلائل الذين سافروا خلف فريقهم لدعمه في أنجلترا

مضت دقائق قليلة لم تتجاوز الأربعة في عددها حتى وجدت رأسية أطلقها بن يدير نفسها داخل مرمى يونايتد معلنة عن الهدف الثاني ليصعب بل يجعل مهمة يونايتد في العودة بالنتيجة شبة مستحيلة ومع مرور الدقائق المتبقية من المباراة أعلنت أهدافه تلك تأهل إشبيليه إلى ربع النهائي وإقصاء مانشستر يونايتد ومدربه جوزيه مورينيو إلى خارج البطولة الأوروبية الكبرى

حل الصمت في الجزء الأحمر من مدينة مانشستر بفضل أهداف الفرنسي صاحب الأصول التونسية وربما من كان صامتا بالأمس قد احتفل يوما ما وتهكم على الغريم ليفربول بسبب ثنائية سجلها أيضا في مرمى الريدز وذلك عندما التقى الطرفان في دوري المجموعات من نسخة هذا الموسم من البطولة وتقدم ليفربول بثلاثية قبل أن يأتي بن يدير ويقلص الفارق بثنائية ويخطف جويدو بيتزارو التعادل للفريق الأندلسي في الثواني الأخيرة من المباراة

بعد تلك المباراة نشر صاحب ال27 عاما تغريدة على حسابه الرسمي على موقع التواصل الأجتماعي “تويتر” بصورة لنتيجة المباراة 3-3 ومعها تذكير لنادي ميلان بنهائي 2005 في باريس، حينها كان بن يدير يبلغ من العمر 14 عاما وهو يشاهد العودة التاريخية لرجال المدرب رافايل بينيتز على حساب كارلو أنشيلوتي وكتيبة النجوم التي كان يقودها

ولد بن يدير في ساركلي بفرنسا قبل عام واحد فقط من مولد الجزائري رياض محرز نجم ليستر سيتي في نفس المدينة حيث نشأ الثنائي هناك سويا كأصدقاء على حب كرة القدم رغم إفتراق طريقهما بعد ذلك، محرز ذهب إلى لو هافر وبن يدير أنتقل للعب مع ألفورتفيل بالدرجة الرابعة الفرنسية

لقد جاء إلينا رئيس ألفورتفيل ميشيل مولين وعرض علينا مهاجم شاب لنضمه مقابل 25 ألف يورو فقط

هكذا تحدث رئيس نادي تولوز أوليفي سادران عن كواليس تعاقدهم مع اللاعب الشاب في 2010

حينها كان بن يدير قد سجل 9 أهداف في 23 مشاركة له في أولى مشاركاته في الدرجة الرابعة قبل أن يجد نفسه ينتقل فجأة للعب في الدرجة الأولى ويظهر لأول مرة بشكل إحترافي في النصف ساعة الأخير من لقاء فريقه أمام باريس سان جيرمان بتاريخ 16 أكتوبر 2010

لم تكن البدايات جيدة للشاب الفرنسي فمع إنتهاء أول موسمين لم يكن مجموع مشاركاته مع الفريق قد تجاوز ال16 مباراة ولم يزر الشباك سوى مرة وحيدة كانت أمام إيفيان بتاريخ 21 أبريل 2012 بعد أقل من عامين من إنتقاله إلى تولوز

لكن ما حدث بعد ذلك كان تاريخيا فالمدرب ألاين كاسانوفا قرر الإعتماد فجأة على بن يدير كمهاجم رئيسي لفريقه بدلا من هداف الفريق إيمانويل ريفي ليصمم ذو الأصول التونسية على التمسك بالفرصة وقد كان

أستمر بن يدير المهاجم الرئيسي لتولوز لأربعة مواسم متتالية مسجلا الهدف تلو الأخر حتى وصل عدد ما سجل بقميص الفريق الفرنسي إلى 71 هدف جعلته الهداف التاريخي للفريق في الألفية الجديدة بعد أن تجاوز رقم أندري بير جينياك لاعب الفريق السابق والذي توقف رصيد أهدافه عند 35 هدف فقط

أصطادته العين الخبيرة للمدرب الأرجنتيني خورخي سامبولي الذي أقنع إدارة فريقه إشبيليه في دخول المفاوضات مع اللاعب وإقناعه بالإنتقال إلى الدوري الإسباني رغم العروض الإنجليزية القادمة من لندن وارتباط اللاعب بالإنتقال إلى أرسنال وتوتنهام وويست هام

لقد كان بإمكانه الإنتقال إلى أرسنال ولكن الدوري الإسباني مناسب أكثر له، إشبيليه لم يجد بديلا لكيفين جاميرو بعد ولكنهم تعاقدوا مع لاعب أفضل

جاميرو لاعب رائع ولكن وسام يعتبر واحد من أفضل اللاعبين الذين رأيتهم

هذه كانت كلمات مدربه السابق باسكال دوبرا لصحيفة إستاديو ديبورتيفو بعد إتمام إنتقاله إلى الفريق الاندلسي في صفقة قدرت ب9 مليون يور

علاقته بالمنتخب الفرنسي لم تكن جيدة فلم يتم إستدعائه سابقا لتمثيل المنتخب الأول ومع منتخب الشباب كان أحد الأسماء التي تم إيقافها من المشاركة لمدة عام كامل من المشاركات الدولية بعد أن تم كشف خروجه مع مجموعة من لاعبي المنتخب تحت 21 عاما هم يان مفيلا وأنطونيو جريزمان وكريس مافينجا ومباي نيناج قبل مباراة العودة أمام النرويج

 لكن بسبب مهاراته الفردية المميزة فقد شارك مرتين مع منتخب الصالات الفرنسية، حاول المنتخب التونسي إقناعه مرة بالإنضمام والدفاع عن ألوان نسور قرطاج ولكن محاولتهم باءت بالفشل ويؤكد رئيس الإتحاد التونسي وديع الجرئ من يدير لتونس ظهره مرة فسنتخلى عنه للأبد

مازال بن يدير يحلم بتمثيل الديوك الفرنسية على مستوى الفريق الأول حتى الآن وإن كانت الأمور تبدو مستحيلة في ظل الزحام الذي يواجهة المدرب ديدي ديشامب في مركز المهاجم بالمنتخب الفرنسي

وجه الحساب الرسمي لنادي تولوز سؤالا لديشامب على موقع التواصل الإجتماعي بعد هدفيه في مرمى يونايتد، ديدي هل تمتلك رقم هاتف بن يدير؟

يعترف بن يدير بفضل مدربه عز الدين ميجيليتي فيما وصل إليه من نجاح، عز الدين كان مدربه في ألفورتفيل والذي قال بعد إنتقال لاعبه إلى تولوز

ما يحدث لبن يدير بسبب موهبته الكبيرة برأي الشخصي سيأتي وقت عليها وتنفجر في أعلى المستويات

رحل سامبولي عن تدريب إشبيليه بعد موسم أول مميز للاعب الفرنسي في الدوري الإسباني سجل خلاله 18 هدفا في 42 مباراة، ورغم تخبط إشبيليه هذا الموسم على المستوى المحلي إلا أن بن يدير واصل التألق وحتى الآن وصل اللاعب إلى الهدف رقم 19 له في 34 مباراة فقط لعبها هذا الموسم

المستحيل ممكن بالنسبة لي فأنا دائما مستعد نفسيا عندما يقوم المدرب بإستدعائي، هكذا هي الحياة أن تنتظر وصول لحظتك المناسبة، لقد وثق في المدرب وقمت بالرد على ثقته تلك في الملعب بشكل مميز

هكذا صرح الفرنسي بعد هدفيه في مرمى مانشستر يونايتد فور نزوله كبديل ليقود إشبيليه إلى ربع النهائي لأول مرة في تاريخهم في دوري أبطال أوروبا بنظامها الجديد