لم تعد الكرة الشاملة التي اعتاد عليها العالم عندما إطلاق صافرة بداية مباريات المنتخب الهولندي في الوقت الحالي كما عهدناه في السابق، لا أداء ولا متعة ولا نتائج تجعل الابتسامة ظاهرة على الوجه.

التحدث عن الكرة الشاملة والمتعة والنتائج لا يقتصر على الأجيال القديمة والتي عاشت زمن كرويف وفان باستن ورود خوليت وباتريك كلويفرت وأخرين، لأن اندثار تلك الكرة بدأ منذ سنوات قليلة، لأن الجميع كان منبهراً بجيل ويسلي شنايدر وآرين روبن وروبن فان بيرسي وماركو فان بوميل.

هولندا والبعد عن البطولات الكبرى

لم يتوقع أحد أكبر المتشائمين بأن المنتخب الهولندي سيصل إلى الحال الذي وصل عليه الآن لأنه كان وصيفاً لنهائيات كأس العالم 2010 وكان قريباً من التتويج باللقب، ووصل إلى المركز الثالث في كأس العالم 2014 رغم انخفاض المستوى.

المشاكل ظهرت بعد مونديال 2014 والأوراق التي كانت متبقية سقطت، الغياب عن كأس أوروبا 2016 لأول مرة يورو 1984، والآن يغيب عن نهائيات المونديال لأول مرة منذ 2002.

الغياب عن بطولتين متتاليتين يعني أن هنالك مشاكل كبيرة تعيشها الكرة الهولندية، منتخب بحجم الطواحين البرتقالية لا يجب عليه الابتعاد عن الأضواء أكثر من بطولة كبيرة واحدة.

أسباب متعددة

لم يكن المنتخب الهولندي واحداً من أقوى المنتخبات العالمية خلال الفترة لنقول أنها من عام 2004 حتى عام 2008 عندما كان الأسطورة ماركو فان باستين مدرباً، إلا أن كل شيء تغير بعد قدوم بيرت فان مارفيك.

وفي مونديال 2010 كانت هولندا المرشح الأبرز للحصول على اللقب، بينما كانت كذلك في يورو 2012 لولا المفاجأة والخروج من الدور الأول بتأهل ألمانيا والبرتغال عن المجموعة الحديدية.

بعد ذلك بدأت عملية تبديل المدربين بداية من لويس فان جال الذي حول الخطة إلى دفاعية، ومن ثم الفشل مع جوس هيدينك داني بليند وأخيراً ديك أدفوكات.

استبدال المدربين بشكلٍ متواصل وعدم القدرة للوصول إلى الرجل المناسب بالأساس مشاكل إدارية في الاتحاد الهولندي لكرة القدم الذي يعيش الآن فترة مؤقتة حتى انتخاب رئيس جديد.

المشاكل الإدارية ليست لوحدها فهنالك مشاكل فنية تتمثل بتقدم اللاعبين الكبار بالسن، وفي نفس الوقت عدم خروج جيل جديد قادر على تمثيل القميص البرتقالي بأحسن صورة، والدليل على ذلك عدم وجود أسماء هولندية كبيرة ضمن تشكيلات كبار الأندية الأوروبية.

شاهد أيضاً.. كريستيانو رونالدو ثعلب مربع العمليات: