كيف لفريق نمساوي أن يتوج بطلا للدوري الألماني اول سؤال سيقفز في رأسك ثم ستتبعه بسؤال آخر  من ذلك النادي النمساوي الذي استطاع ان يقارع الأندية الألمانية و يكسر شوكتها في عقر دارها ؟

إنه أعرق الاندية النمساوية و اكثرها تحقيقا للألقاب  ( رابيد فيينا ) عملاق النمسا و بطل ألمانيا عام 1941 .

في العام 1941 كانت ألمانيا و النمسا تحت الحكم النازي ك بلد واحد لذا كانت الاندية النمساوية تشارك في الدوري الألماني الذي كان في ذلك الوقت يلعب بشكل مجموعات ف يتم تقسيم الفرق على اربع مجموعات و يتم تقسيم المجموعتين الأولى و الثانية الى مجموعتين  (A,B) تضم كل منها ثلاث فرق يتقابل بطل كل منهما لتحديد بطل المجموعة  و المجموعات الثالثة و الرابعة  تضم كل منها اربع فرق يتأهل ابطال المجموعات الأربعة الى ما قبل النهائي و قد استطاع رابيد فيينا ان يتزعم المجموعة الرابعة بأقوى هجوم في دور المجموعات  و يتأهل لمقابلة دريسندر بينما كان شالكة متصدر المجموعة الثانية يقابل كولن متصدر المجموعة الثالثة.

استطاع رابيد فينا متابعة التألق و تجاوز دريسدنير  Dresdner SC بينما اكد شالكة انه لازال الأزرق الملكي الألماني متغلبا برباعية على كولن . ليضرب الفريقين موعدا في النهائي تحديدا يوم 22/ 6 / 1941 .

في النهائي كان شالكة على الموعد لتأكيد سيطرة الأندية الألمانية على دوريها بينما كان رابيد فيينا على موعد مع التاريخ . في الملعب الأولمبي في العاصمة الألمانية برلين و بحضور ما يقارب الخمسة و تسعين ألف  متفرج ضرب شالكة بقوة و بلا هوادة و في الدقائق العشر الأولى كان يسجل تقدمه بهدفين ليتبعها بثالث  و حتى الدقيقة الستين كانت النتيجة تشير الى تقدم الفريق الأزرق بثلاث اهداف نظيفة فيما بدا انه سيكون فوز سهل لشالكه على ماكينة الأهداف النمساوية لكن في الدقيقة ستين و بظرف عشر دقائق انتفض العملاق النمساوي ليقلب الطاولة على النادي الملكي بأربعة اهداف محولا تأخره بفارق الاهداف الثلاثة الى تقدم بفارق هدف محافظا على هذا التقدم حتى نهاية المباراة معلنا نفسه بطلا على عرش ألمانيا الإتحادية .

رابيد فيينا يعتبر أعرق الاندية النمساوية على الإطلاق فقد تأسس في 8 كانون الثاني 1899 و شارك لأول  مرة في دوري الدرجة الأولى عام 1911  محققا أول ألقابه في موسم 1918/1919 و هو الاكثر تتويجا في البلاد باثنين و ثلاثين بطولة  دوري و أربعة عشر بطولة  كأس و بطولة كأس المانيا في عام 1938 و  قد وصل الى نهائي كأس اوروبا للأندية الفائزة في عامي 1985 و 1996 و خسر كليهما .

جماهير رابيد فيينا تتغنى بالنادي بشعارين اساسيين يمثلان الروح القتالية للنادي ( رابيد الربع ساعة الأخير ) و ( روح رابيد ) و لعل ابلغ مثال عن ذلك هي مباراة اشهر و اغرب انجازات النادي ضد شالكة عندما تربع على عرش ألمانيا .