المنافسة على احتضان الأحداث الكروية الكبرى واتخاذ خطوة إلى الأمام في عالم الاحتراف والتسويق أصبح يحتم على الدول الأوروبية وأنديتها على حد سواء الاستثمار في تشييد ملاعب حديثة خاصة من أجل مواكبة العصر وتطوير الرياضة وبنياتها التحتية التي اختلفت متطلباتها كلياً عن ما كان عليه في القرن الماضي .

وبالنظر إلى منشآت الدول الأوروبية التي تمتلك الدوريات الكروية الأكبر على مستوى العالم نلاحظ أن ملاعب الدوري الإيطالي هي الأقدم بمعدل أعمار يتجاوز الـ 70 عاماً ما أثر على حظوظ إيطاليا في استقبال أي أحداث كروية كبرى منذ احتضان كأس العالم 1990 ، وجدير بالذكر أن ملعب الأوليمبيكو في روما على سبيل المثال يدخل عامه الـ 89 ولازال يعتبر معقلاً مباريات ناديي روما ولاتسيو بدون أي تحديث جذري .

ولم يتم تشييد سوى ملعب واحد في إيطاليا خلال الـ 20 سنة الأخيرة كان ملعب يوفنتوس الذي تم افتتاحه في سنة 2011 ، هو الذي يعتبر ثالث ملعب فقط في إيطاليا الذي يكون ملكاً لنادٍ بنسبة 100% .

وعلى العكس من إيطاليا أصبحت البرتغال تتوفر على بنية تحتية ممتازة حيث استفادت من تنظيم كأس أمم أوروبا 2004 بتشييد 8 ملاعب جديدة من بينهم دراجاو ودا لوز وجوزي ألفاليدي ، وأصبح معدل أعمار ملاعب الدوري البرتغالي حالياً في حدود الـ 34.8 سنة وهو الأحدث في قارة أوروبا .

وكما هو الحال في البرتغال ألمانيا كذلك تمتلك أحد أحدث بنيات كرة القدم التحتية حيث تم تشييد 9 ملاعب جديدة خلال آخر 20 سنة كان أغلبها من أجل احتضان كأس العالم 2006 ، كما تم تجديد العديد من الملاعب الأخرى ليصل معدل أعمار الملاعب الألمانية حالياً إلى 37.2 عاماً .

وفي إسبانيا يشهد الوضع تطوراً ولو كان بطيئاً حيث سيكون ملعب أتلتيكو مدريد الجديد الثالث الذي يتم افتتاحه خلال الـ 20 سنة الأخيرة مع وصول معدل ملاعب إسبانيا 58.3 عاماً ، في ظل اقتراب أندية برشلونة،ريال مدريد وفالنسيا هي الأخرى من تشييد ملاعب جديدة ، وخلافاً للوضع في إيطاليا فأغلب ملاعب إسبانيا هي في ملكية خاصة لأنديتها لذلك يبقى أمام الدولة مهمة إصلاح وتجديد الملاعب القديمة التابعة لها من أجل العودة من جديد لاستضافة الأحداث الكبرى التي غابت عن إسبانيا منذ مونديال 1982 .

واستفادت فرنسا كثيراً من استضافة كأس العالم 1998 وكأس أمم أوروبا 2016 حيث تمكنت من تجديد بنيتها التحتية الكروية التي شهدت بناء 4 ملاعب خلال الـ 5 سنوات الماضية كانت أبرزها ملاعب ليون وليل ونيس إضافة إلى تجديد 3 آخرين ليصبح معدل ملاعب فرنسا 58 سنة .

وتعتبر إنجلترا حالة خاصة حيث وعلى الرغم من ارتفاع معدل أعمار ملاعبها الذي يصل إلى 56.8 سنة وعدم تشييد سوى ملعبين واحد هو الأولمبي بلندن الذي يستخدمه وست هام والآخر هو ملعب الإمارات معقل آرسنال لكن يتم الحفاظ على الملاعب وتحديثها بشكل مستمر ولنا في ملعبي ستامفورد بريدج (140 سنة) وأنفيلد (133 سنة) خير مثال إضافة إلى إعادة تشييد ملعب ويمبلي الذي افتتح من جديد سنة 2007 .

تابع : مباريات اليوم – مباريات الغد – مباريات الأمس