لم يتوقع أشد المتفائلين أن أندية مدينة ميلانو إي سي ميلان وإنتر ميلان سيعودان إلى دخول الميركاتو بقوة، فميلان منذ زمن غير بعيد كان غير قادر على دفع مبلغ 5 ملايين يورو لجلب كيسوكي هوندا ويحاول تخفيض أقل من مليون يورو من قيمة التعاقد مع الفرنسي عادل رامي، وكل ذلك حصل في الصيف الماضي.

والحال مختلف بالنسبة للإنتر، لكنه بالنهاية يجتمع مع جاره بالنسبة للسوء، فقد كان همه الأول والأخير تجميع لاعبين في صفوفه، والاهتمام بمبدأ الكمية على حساب النوعية، وكل ذلك حصل في المواسم الماضية أي منذ تحقيق الثلاثية التاريخية عام 2010.

في الميركاتو الحالي اختلف الأمر مع قدوم المستثمرين الآسيوين، فالإنتر أصبح مملوكاً للأندونيسي إيريك توهير بنسبة 70%، في حين اشترى التايلندي بي تايشوبول نسبة 48% من أسهم ميلان، بجانب عودة ضخ أموال لجلب لاعبين مميزين.

ضم لاعبين جدد ودفع الأموال الكبيرة كما يفعل الفريقان الذان فعلا ذلك ليس هو الاختلاف الوحيد في الميركاتو، فهنالك شيء أهم اختلف عن المواسم الأخيرة في عقلية الناديين عند جلبهم.

الاختلاف هو أنهما أصبحا يدخلان سوق الانتقالات بالبحث عن لاعبين معينين وليس شراء المتاحين كما حصل في السنوات الأخيرة، حيث رغب الإنتر بالتعاقد مع ميراندا وكوندوجبيا ومحمد صلاح كعمود فقري للفريق، واستطاع جلب الأول والثاني، في حين فشل مع الثالث وعوضه بنفس النوعية بجلب ستيفان يوفيتيش بجانب ضم أخرين.

والأمر مشابه بالنسبة لميلان، فالهدف كان ضم جاكسون مارتينيز وكان قريباً من الحصول عليه بـ35 مليون يورو، لكنه فشل في ذلك وقرر اللجوء لخيارات بنفس النوعية أيضاً بضم كارلوس باكا ولويز أدريانو والآن الهدف إبراهيموفيتش.

وكذلك الأمر بعد الفشل مع كوندوجبيا بجلب بالتفاوض الآن لضم إكسل فيتسل والتعاقد مع بيرتولاتشي بـ20 مليون والتوقيع مع خوسيه ماوري، وأراد تعزيز الدفاع بقلب جديد شاب، والآن الأنظار على رومانيولي الموهوب.

إذاً الاختلاف الجوهري في ميركاتو أندية مدينة ميلانو ليس فقط التحول من إجراء صفقات بأسعار بخيسة إلى أسعار مرتفعة، بل كيفية دخول الميركاتو.

إقرأ أيضاً: بلاتر وبلاتيني ضد الأمير علي .. هكذا جرى سيناريو انتخابات الفيفا