برزت موهبته قبل موسمين من اليوم مع ناديه الأم بالعاصمة العلمية للمملكة المغربية فاس، وهو في سن العشرين فقط. الجناح المهاري أشرف بنشرقي المنتقل بداية الموسم الحالي لنادي الوداد الرياضي، هو الموهبة الرابعة من المغرب التي يسلط عليها الضوء.

في قرية “أحد أولاد أزباير” بإقليم تازة، شرقي مدينة فاس. ازداد يوم 24 سبتمبر من عام 1994 أشرف بنشرقي”. المغربي الشاب صقل موهبته الكروية منذ الصغر بانضمامه لناشئي نادي المغرب الفاسي، وتدرجه من جميع فئاته حتى وصوله للفريق الأول موسم 2014/2015.

البداية كانت في لقاء مسابقة كأس العرش، حيث سجل بنشرقي هدفا في أول لقاء أمام جمعية سلا، بعد منحه الثقة بالمشاركة من طرف شكيب الجيار. لترتفع أسهم الجناح المهاري في فريقه رغم صغر سنه. وبمرور الوقت شيئا فشيئا خطف مكانا أساسيا في فريقه، الذي استفاد منه في الوقت المناسب خلال موسم 2014/2015 حين كان يصارع على تفادي النزول للدرجة الثانية، ليخوض وهو ذو 20 سنة فقط 25 لقاء محرزا أربعة أهداف.

بعد ذلك خلال الصيف، بصم بنشرقي على مستوى متميز في دورة “تولون الدولية لكرة القدم 2015” رفقة المنتخب الأولمبي، ومتوجا بهداف البطولة برصيد أربعة أهداف. ليقوم ناديه بتجديد وتحسين عقده

بالموسم التالي، واظب بنشرقي على تقديم أدائه المميز مع الفاسيين، مسجلا حضوره كنجم الفريق، مشاركا في 27 مباراة مع رصيد أهداف بلغ 9.  إلى جانب كسبه ثقة مدرب المنتخب المحلي الذي حرص على المناداة عليه في عدة نزالات ودية.

رغم كل ما قدمه، لم يسعف ذلك ناديه الأم في الإبقاء على مكانته بين الكبار في الدوري المغربي، مما دفع بنشرقي للتعبير عن رغبته في تغيير الأجواء وخوض تجربة جديدة، خاصة مع الأخباروالشائعات المنهالة حول عديد العروض لأجله سواء من داخل المغرب أو خارجه.

رغم عرض تركي أهم ماديا، وبعد أخذ ورد ومفاوضات طويلة تمكن نادي الوداد الرياضي من الفوز بتوقيعه في صفقة قياسية خلال الصيف الماضي، قدرت بأكثر من 300 مليون سنتيم، في عقد لمدة خمس سنوات. ولحدود الساعة وبعد مرور 16 جولة بالبطولة المغربية اتصالات المغرب، حضر “بنشرقي” في 14 مباراة، سجل خلالها 3 أهداف مع 3 تمريرات حاسمة.

أبرز ما يميز ابن إقليم تازة، فنياته ومهاراته بالكرة، إلى جانب سرعته المحترمة، وتسديداته وتمريراته القوية والمتقنة، لذا نجده المتخصص في لعب ضربات الخطأ والركنيات وضربات الجزاء سواء مع المنتخب الأولمبي او مع ناديه المغرب الفاسي، وكذا مع الوداد في أغلبها.

كل هذا تعزز بنقطة قوته الأهم: ثقته في نفسه وهدوئه على أرضية الميدان. حيث كلما يستلم الكرة يظهر لك متوازنا ثابتا واثقا من نفسه. هذه النقطة تحمل وجها سلبيا بظهوره خلال أحيان عديدة، وكأنه يلعب براحة تامة دون قتالية وتفاني، إضافة إلى حاجاته لتطوير قوته البدنية التي يمكن أن يحسنها أكثر وأكثر وبإمكانه ذلك، وسيفيده كثيرا في اختراقاته ولعبه من خلال وقوفه غير متأثر بالإلتحامات مع المدافعين.