سبورت 360 – في وقتٍ كان يتمزق فيه البعض خلال كل نهاية أسبوع بسبب تقنية التحكيم بالفيديو، يتساءل الفلاسفة، من ناحيتهم، حول الآثار الجانبية للفار، لا سيما تجريد كرة القدم من الجانب الإنساني فيها، وتقلّب الوقت، وتغيّر علاقتنا بالفرحة أو مفهوم العدالة.

ونشرت مجلة (سو فوت) الفرنسية، تصريحاتٍ للعديد من الفلاسفة حول تقنية الفيديو في عالم كرة القدم، حيث تناولوا الموضوع من زاوية فلسفية بحتة.

ما رأي الفلاسفة حول تقنية التحكيم بالفيديو؟

وقال الفيلسوف الفرنسي روجيه بول دروا: “النقد الذي لطالما وجّهه الفلاسفة للمدارك الإنسانية هو أمرٌ قديم للغاية. حقيقة أن حواسنا غير دقيقة، عدم القدرة على الثقة بما نلاحظه، تؤدي لديهم إلى فكرة أنه يجب أن نستبدل الأحاسيس بالمنطق. نجد الحقيقة من خلال التفكير، وليس من خلال النظر”.

وأضاف: “يتم استبدال الإدراك المادي للحكام بالآلات. بطريقة معاصرة أكثر، ينخرط ذلك في توجه كبير في عصرنا، (قتل الصدفة). نجد هذا المفهوم في قطاعات مثل الاستنساخ البشري الذي يقضي على اليانصيب الجيني، أو في السيارات بدون سائق التي تتنبأ من خلال بيانات ضخمة بما يمكن أن يحدث”.

وأوضح: “الفكرة، هي أننا نعاني أكثر فأكثر من أجل تقبل الصدفة وما هو خارج عن السيطرة. لدينا تخيّل بأننا قادرون على كل شيء”.

أما الكاتب شارل بيبان، فقد أدلى بدلوه، حيث قال: “نقطة التحول كانت سنة 1945، حيث قامت أهوال الحرب العالمية الثانية بتغذية احتراز الإنسان إزاء ذاته. ولكن هذا بالتحديد لأنه في ظل وجود ما يبرر غياب الثقة، هناك بالتحديد ما يصنع جمال الثقة، الثقة في الحكام في هذه الحالة لأنه لا وجود تحديداً لوفيات ضمن الرجال في الرياضة”.

وواصل: “بالطبع، حسب حالات خاصة، الفيديو يعمل أفضل من الإنسان. ولكن، لما يرمز إليه، هذا يسير في اتجاه تخيّل الشفافية، وليس في الثقة التي يفترض أن نتحلى بها إزاء بعضنا البعض”.

فيما قال ستيفن بورج مؤلف كتاب (فلسفة كرة القدم): “أحد أسباب ظهور الفار في الساحرة المستديرة هو، حسب رأيي، التغطية الجنونية لهذا الموضوع من طرف وسائل الإعلام التي لا تتحمل الخطأ. في ظل تنامي كرة القدم، فإنها تخضع الآن للضغوطات الناجمة عن الرهانات الاقتصادية التي تمثلها”.

أما سايمون كريتشيلي مؤلف كتاب (ما يدور بخاطرنا عندما نفكر في كرة القدم)، فقد قال: “الإيمان بالفار في حد ذاته خطأ. لم نعد نؤمن بمجال الحكم الإنساني الذي يُجسّده الحكم، وإنما بعدالةٍ من شأنها أن تستعين بالتكنولوجيا كمصدر خارجي”.