انتهت مرحلة المجموعات في اليورو وكان ملاحظاً قلة الأهداف في هذه البطولة  حيث نسبة الأهداف 1.92 هدف في كل مباراة فما علاقة سيميوني بهذا الأمر؟

لو نظرنا الى  كرة القدم في السابق لوجدنا أنها  تمر بمراحل تًطور فيها التكتيك وحدث هناك طفرات في الأداء , فهولندا كرويف والكرة الشاملة وميلان أريغو ساكي وبرشلونة جوارديولا كلها فرق لعبت بطرق جديدة أذهلت المتابعين , دييغو سيميوني استلم أتليتكو مدريد عام 2011 وبدأ ببناء الفريق وفاز مع الفريق ببطولات عديدة منها الدوري الأوروبي و السوبر الأوروبي والليغا وكأس الملك لكن ماهو أسلوب لعب وتكتيك سيميوني في الملعب الذي جعله يتغلب على برشلونة وبايرن ميونخ في دوري أبطال أوروبا والذي استلهمت منه المنتخبات الصغيرة والمتوسطة المشاركة في اليورو ؟؟

أفضل فريق بالعالم بدون كرة هكذا  تم وصف  اتليتكو مدريد في آخر عام , تشكيلة سيميوني هي 4-4-2  ولكن تمركز اللاعبين في هذه الخطة هو سر الفريق , لكل لاعب في هذه الخطة  منطقة خاصة به يتحرك بها عند الدفاع عدا عن المنظومة التي تلعب بخطين دفاع مقتربين من بعضهم البعض بحيث لا يستطيع أي لاعب من الفريق المنافس الدخول الى هذه المنطقة وعند الدخول يتم الانقضاض عليه بلاعبين أو ثلاثة , في حالة الدفاع يضغط المهاجم على حامل الكرة  وقد يتحول الى خامس وسط في حال هجوم الفريق المنافس بأكثر من لاعب , طريقة اللعب هذه تجبر الفريق المنافس على الذهاب إلى الأطراف لمحاولة خلق مساحات للهجوم ولكن عندما يضطر الفريق المنافس الذهاب إلى الطرف يجد انقضاض لاعبين عليه ;لاعب الهجوم ولاعب خط الوسط فبالتالي يضر الى اعادة الكرة الى منتصف الملعب وقتل الهجمة مرة أخرى .

في حال قطع الكرة لا يوجد أفضل من الهجمات المرتدة ولكن كيف يتم تنفيذها ؟؟

في الهجوم ترى أغلب لاعبين الوسط مع المهاجمين يركضون بسرعة عالية من غير كرة لخلق مساحة للتمرير والاعتماد عى لمسة أو لمستين لنقل الكرة الى الأمام فبالتالي زيادة الكثافة الهجومية على الفريق المنافس وخلق فرص عديدة , اذا تم قطع الكرة يتم استخدام الضغط العالي لقطع الكرة في منطقة الفريق المنافس .

الإعتماد على الكرات الثابتة  أيضاً احد الحلول التي كانت متواجدة في اتليتكو سواءاً عن طريق الركنيات أو الركلات الحرة المباشرة .

منتخبات اليورو عملت على تحسين الدفاع وعدم قبول الأهداف ثم الإعتماد على الهجمات المرتدة والتسجيل , وهذا ما شاهدناه من منتخبات مثل ايطاليا وكرواتيا وسلوفاكيا وايسلندا والمجر وايرلند الشمالية وألبانيا فبالتالي الإعتماد على النهج الدفاعي عمل على تقليل الأهداف في هذا اليورو لكن تبقى كقيمة فنية وتكتيكية عالية للمدربين .

سيميوني أثبت أنه بخطته قادر على التغلب على فرق كبيرة بهذا الأداء والوصول الى نهائي دوري الأبطال , المنتخبات ستحاول العمل بنفس الأسلوب في الأدوار القادمة وبالتالي قد نشاهد مفاجأت في مرحلة خروج المغلوب .