بطولة يورو 2016 ربما لم تكن بطولة ” ممتعة كروياً ” مثلما انتظرنا أو توقعنا في العديد من المواجهات كما أدى ظهور منتخبات معينة ونجوم بمستوى مغاير لما تم تقديمه لشعور الجمهور بالإحباط نوعاً ولكن في المرحلة الأخيرة من دور المجموعات المستوى الفني تحسن كثيراً في أكثر من مباراة مع زيادة معدلات التهديف.

أغلب مفاجأت البطولة جاءت من الفرق الصغيرة أو الغير متوقع تألقها مثل منتخب ويلز بقيادة جاريث بيل أو منتخب أيسلندا لاعبين وجمهور بحجم الأبطال ولكن المنتخب الأهم في رأيي في البطولة والذي يستحق لقب الأقوى والأفضل هو منتخب كرواتيا بعد دور المجموعات.

ربما البعض يتساءل هل تم اختيار كرواتيا بأنه الأفضل لأنه فاز على إسبانيا حامل اللقب أم لأنه جمع 7 نقاط من أصل 9 أم لسبب أخر؟

خطة 4-2-3-1 هى المثالية والأفضل لمنتخب كرواتيا وهى التي تساعده في الفوز والسيطرة من البداية حتى النهاية خاصة الرباعي الأمامي فبوجود ماندزوكيتش وتحركاته المميزة خارج منطقة الجزاء والضغط بجانب سرعة واختراقات بيرزيتش و داريو سيرنا والتي جعلت كرواتيا تمتلك وسط الملعب وخطوطه في كل مباراة بفضل مودريتش وراكيتيش وبروزوفيتش.

حتى عندما غاب أكثر من عنصر مهم فبوجود عناصر دكه البدلاء لم نشعر بالفرق بل بالعكس الأمور كانت أفضل وتحديداً أمام منتخب مثل إسبانيا ربما هو الأقوى في البطولة، نيكولا كالينيتش بدلاً من ماندزوكيتش يسجل ويتألق بينما المدافع تين يدفاي يتألق ويبرهن بأنه أفضل من فيدا كما أن الثنائي الشاب روج وبياتشا أكدوا قوتهم في خط الوسط والهجوم.

أنتي كاسيتش المدير الفني لمنتخب كرواتيا شخص لم يلعب كرة القدم طوال حياته ولكنه يفهم كيف يبني فريق ويدرس خصمه بذكاء وفلسفته في كرة القدم هى اللعب الجماعي ونجح مع مجموعة لاعبين مميزين في كرواتيا بتطبيق هذا الفكر بعد سنوات من تدريب أندية لم يستطع معها تنفيذ ما يريده.

المميز في منتخب كرواتيا عن أي منتخب أخر هو أن الفريق يقدم كرة قدم ممتعة ودائماً تكون هناك خطورة هجومية من كل اللاعبين سواء في الدفاع أو الوسط والتناغم والترابط واضح بين كل لاعب الفريق سواء محترفين في أندية كبرى أوروبية أو في أندية محلية مثل دينامو زغرب.

كرواتيا تقدم متعة كروية ولديها القدرة للمضي بعيداً في يورو 2016 والتفكير بجدية في المنافسة على اللقب وهذا ما تأكدنا منه بعد الفوز على إسبانيا وتخطي البرتغال في دور الـ16 وتقديم عرض كروي مميز أخر سيكون دفعة هائلة نحو هذا الحلم.

لمتابعة الكاتب عبر الفيسبوك