عندما أعلن أنشيلوتي عن اشراك بيبي وراموس وفاران في مواجهة أتلتيكو مدريد توقع الجميع وضع بيبي كلاعب خط وسط ارتكاز على غرار طريقة مورينيو الشهيرة في مواجهة برشلونة، لكن جاءت المفاجأة بأن راموس هو من شغل مركز ارتكاز خط الوسط. ربما يعتبر البعض أن الفكرة الواحدة وليس المهم من ينفذها، لكن التحليل السليم يقول غير ذلك، ما كان يريده أنشيلوتي وجده في راموس فقط وليس بيبي.

في البداية يجب القول أن أنشيلوتي لم يشرك راموس في خط الوسط لإيجاد حل تكتيكي إنما الغيابات أجبرته على فعل ذلك في ظل عدم اقتناعه بمستوى إيارامندي، خضيرة، ولوكاس سيلفا. لكن اشراك راموس بدلاً من بيبي كان لعدة أسباب نلخصهم في نقطتين:-

أولاً، أنشيلوتي لم يرغب في التخلي عن أسلوب ريال مدريد الناجح في لقاء الذهاب، الاستحواذ على الكرة والضغط في ملعب أتلتيكو وتكسير الهجمات المرتدة. بيبي كان سيوفر الحل الأخير المتمثل في تكسير هجمات أتلتيكو المرتدة لكنه لن يساعد الفريق في الاستحواذ على الكرة أو الضغط الهجومي.

إقرأ أيضاً: خمسة أسباب منحت ريال مدريد التفوق في الديربي

سيرجيو يتميز في أنه لاعب دفاعي بقدرات جيدة في التعامل مع الكرة، يجيد التمرير وحتى يجيد المراوغة في بعض الأحيان، كما يجيد الحفاظ على الكرة إن تعرض للضغط ويجيد عملية نقلها من جهة إلى أخرى. راموس أدى المطلوب منه تماماً في هذا المضمار ولم يكن باستطاعة بيبي مساعدة فريقه لتنفيذ المطلوب.

ثانياً، أنشيلوتي أراد من اشراك راموس في وسط الملعب خلق حل هجومي آخر، من تابع تحركات راموس حينما يستحوذ الريال على الكرة في النصف الثاني من ملعب أتلتيكو سوف يلاحظ توجه الاسباني دائماً لمنطقة الجزاء في ظهر المدافعين. هذه الآلية كان يراد منها ارسال الكرات العرضية حينما تسنح الفرصة لمنطقة الجزاء واستغلالها بواسطة المدافع على حين غرة من دفاع أتلتيكو.

الريال طبق بالفعل هذا الأسلوب لكنه لم يستمر فيه طويلاً لسببين، الأول تكتل دفاع أتلتيكو والتمركز المثالي في منطقة الجزاء وتنبههم لتقدم راموس من أجل ضرب الكرات الرأسية مما أغلق الطريق أمام المدافع، والثاني أن رجال أنشيلوتي لم يرغبوا في خسارة الكرة بشكل عشوائي ولمجرد المحاولة حتى لا يسمحوا لأتلتيكو بالارتداد نحو مرماهم مثلما حصل في اياب كأس ملك إسبانيا (2-2).

إقرأ أيضاً: أتلتيكو سيميوني .. أداء سلبي بنية تأجيل الاهداف للموسم المقبل!

وإقرأ أيضاً: ماذا قالت الصحف الإسبانية عن تأهل ريال مدريد للمربع الذهبي؟

الآن سنتسائل، لماذا لم يكن مورينيو يدفع براموس في وسط الملعب بدلاً من بيبي (حين الحاجة لذلك) ما دام الاسباني يستطيع تقديم الحلول للفريق في مسألة التعامل مع الكرة أو الدخول لمنطقة جزاء الخصم؟

الجواب يكمن في اختلاف أسلوب مورينيو وأنشيلوتي، وبمعنى أصح الخطة التي طبقها أنشيلوتي تختلف كلياً عن استراتيجية مورينيو في مواجهة برشلونة، الاعتماد على لاعب دفاعي في وسط الملعب ليس مبرر حتى نعتقد أن الأسلوبين متشابهين.

مورينيو كان يواجه أفضل فريق في العالم من ناحية الاستحواذ على الكرة وتمرير الكرات القصيرة في وسط الملعب ثم المباغتة بانطلاقات ميسي أو تمريرة من تشافي وإنييستا نحو الأطراف بعد أن تتم عملية التنويم لخط وسط الخصم.

لذلك عمل المدرب البرتغالي أحياناً على وضع بيبي في عمق الملعب لإغلاق المساحات تماماً امام لاعبي برشلونة مما يجعل استحواذهم على الكرة سلبي ويتجه للخلف وليس نحو مرمى المنافس، مع وضعهم تحت الضغط البدني من قبل بيبي ناهيك عن محاولة ارهاق ميسي بوضعه في سجال مع لاعب مندفع نحوه في كل كرة يستلمها في عمق الملعب.

مورينيو لم يكن سيعتمد على راموس لأداء هذا الدور كون الاسباني حماسي مما يجعله يرتكب العديد من الأخطاء، ناهيك أن راموس لو تم تحفيزه بالصورة التي كان يتم تحفيز خلالها بيبي لمواجهة ميسي وخط وسط برشلونة لتعرض للطرد في أول 10 دقائق من اللقاء، شخصية الاسباني متهورة ولا تصلح للدور الذي أراده مورينيو من بيبي.