قبل مباريات ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، لم يتوقع أحد أن يتم حسم الأمور مبكراً، حيث وضعت 4 فرق قدمها في نصف النهائي بنسبة كبيرة، وباتت عودة الفرق الأربعة الأخر فى مرحلة الإياب مسألة في غاية الصعوبة.

ريال مدريد سحق يوفنتوس بمعلقه بثلاثية نظيفة، وبنفس النتيجة انتصر ليفربول على مانشستر سيتي، بينما اكتسح برشلونة ضيفه روما برباعية مقابل هدف، أما بايرن ميونخ فقد عاد بانتصار ثمين من ملعب رامون سانشيز بيزخوان بهدفين مقابل هدف.

أي فريق سيتمكن من قلب الطاولة في لقاء العودة سيكون حدثاً تاريخياً، يشبه ريمونتادا برشلونة الأسطورية على باريس سان جيرمان في الموسم الحالي، فليس من السهل تعويض فارق 3 أهداف بالنسبة للسيتي ويوفنتوس وروما.

لكن لو أردنا الحديث عن الفريق الأقرب لصنع ريمونتادا في مباريات العودة، فلا يوجد سوى مانشستر سيتي على الصعيد النظري، وذلك يعود لسبب بسيط وهو أنه الفريق الوحيد الذي يملك جودة أفضل من خصمه، فجوارديولا يملك من الأسلحة ما تجعله قادراً على إحداث مفاجأة في ملعب الاتحاد يوم غد الثلاثاء.

وما يجعل عودة السيتي على حساب ليفربول الأكثر منطقية في مرحلة الإياب أن رجال المدرب بيب جوارديولا حققوا الانتصار على الريدز بخماسية نظيفة في ذهاب البريميرليج هذا الموسم، فمن المعروف أن ليفربول لا يملك دفاع صلب، وعادة ما ينهار عندما يتلقى هدف أو اثنين، وبالتالي لا يمكننا القول أن الريدز ضمن تأهله إلى نصف النهائي حتى الآن، رغم أنه الأقرب بكل تأكيد.

البعض قد يرى أن حظوظ إشبيلية هي الأكبر لقلب الطاولة من بين الفرق الأربعة التي خسرت في الذهاب، وربما يكون كذلك بالفعل بالنسبة للنتيجة، لكن على أرض الواقع المسألة مختلفة تماماً، بل قد تكون مهمته الأصعب بعد مهمة روما التي تبدو شبه مستحيلة.

إشبيلية فريق قوي ويملك أسلحة هجومية قادرة على إزعاج بايرن ميونخ، لكن المشكلة أنه سيواجه فريق بشخصية كبيرة ومتمرس في دوري أبطال أوروبا، عدا على أن المباراة ستقام في ملعب يانز أرينا الذي نادراً ما يتعثر فيه العملاق البافاري، بالإضافة إلى كل هذا هناك فارق إمكانيات كبيرة بين الطرفين.

حتى لو تمكن إشبيلية من تسجيل هدفين أو ثلاثة، فإنه لن يكون قادراً على عدم استقبال أهداف أمام فريق يملك كوكبة من النجوم في خطي الوسط والهجوم، فالفريق الأندلسي يعاب عليه هشاشته الدفاعية، وتلقيه 50 هدف في الليجا يوضح ذلك جيداً.

بالنسبة ليوفنتوس، فالمسألة في غاية الصعوبة رغم أنها ليست مستحيلة، خصوصاً وأننا نتحدث عن ريال مدريد الذي يملك أقوى شخصية بين جميع الفرق في هذه البطولة، ويعرف تماماً كيف يصل لشباك المرمى وكيف يتحكم في رتم المباريات، تماماً كما فعل أمام باريس سان جيرمان في دور الستة عشر.

أما روما، فيعد صاحب أضعف حظوظ بالتأهل إلى نصف النهائي، وهو ما يفسر لنا سبب الرهان المخيف عليه في مكاتب المراهنات الذي وصل إلى 660 يورو لكل يورو في حال تأهله على حساب البرسا، وهذا الرقم يعني أنه لو راهن شخص على تأهل روما بمبلغ 100 يورو، فإنه سيجني أرباح قدرها 66 ألف يورو في حال تحقق ذلك.