موقع سبورت 360 – ليس من الشرط أن تكون لاعباً كبيراً تتمنع بنجومية متوهجة ذائعة الصيت خلال رحلتك الكروية، كي تكون مديراً فنياً قديراً، والعكس صحيح فقد تصبح مدرباً يتحدث عن فنياتك الجميع بعد مشوار مغمور داخل المستطيل الأخضر، وربما البرتغالي جوزيه مورينيو هو أكبر دليل على ذلك، فاعتلى عرش مدربي المستديرة على المستوى العالمي لفترة ليست بقصيرة على الرغم من أنه لم يمارس اللعبة قط.

وبدأت منافسات كأس أمم أفريقيا نسخة 2019 بمصر تشتعل بين المنتخبات المشاركة، فزادت الندية وتقلبت النتائج مع نهاية الدور الأول، حيث لقي الفرنسي اّلا جيريس، انتقادات لاذعة خلال قيادته للمنتخب التونسي، بعدما فشل في قيادة نسور قرطاج لتحقيق أي انتصار خلال مشوارهم بالمسابقة القارية حتى الاّن والاكتفاء بتعادلات ثلاثة امام كل من أنجولا ومالي وموريتانيا وضعا المنتخب التونسي في موقف حرج بين أنصاره، تأهل لنسور قرطاج بشق الأنفس.

جيريس  صاحب الـ 66 عاماً، كان أحد نجوم المرة الفرنسية خلال فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، فلمع إسمه في صفوف بودرو ومارسيليا بالاضافة إلى مسيرة مميزة في متوسط ميدان منتخب الديوك، وعلى الرغم من ذلك لم يستطع جيريس من تحقيق انجازات كروية كبيرة خلال رحلته التدريبية وبالأخص خلال توليه المسئولية الفنية لأكثر من منتخب أفريقي على رأسهم مالي والسنغال وأخيراً تونس، دون ترك بصمة تُذكر.

وعلى النقيض تماماً مواطنه الفرنسي هيرفي رونار، المدير الفني الحالي للمنتخب المغربي، وصاحب الرقم القياسي الغير مسبوق في تاريخ كأس أمم أفريقيا، والذي حقق لقب الكان في نسختين مع منتخبين مختلفين، هما زامبيا في 2012 و كوت ديفوار في 2015، ليُبهر الفرنسي صاحب الأداء الأنيق والبصمة الواضحة عشاق الماما أفريكا.

رونار الذي أكمل عامه الـ 50 في سبتمبر الماضي، والذي يعني إسمه بالفرنسية “الثعلب” لم يكن اللاعب الذي تمتع بنجومية كبيرة حينما كان يمارس اللعبة داخل المستطيل الأخضر، فاكتفى بمسيرة مع فريق كان وستاد فالوريس ودراجانيان بالدوري الفرنسي دون أي ظهور مع منتخب الديوك، وكان يشغل مركز قلب الدفاع.

رونار قاد المغاربة لانجاز كبير ببلوغ نهائيات كأس العالم نسخة 2018 بروسيا عقب غياب أسود الأطلس لمدة 20 عاماً عن العرس العالمي، فضلاً عن قيادته المميزة للمغرب في النسخة الجارية من كأس أمم أفريقيا والتي بلغ خلالها الأسود ثمن النهائي مبكراً دون عناء.