ربما لا يختلف أحد على أن البطولات تُصنع دائما بالانتصارات وليس بالضرورة من خلال الكرة الجملية، فالأرقام هي التي تتحدث عن الفريق الفائز والمتوج ولن يذكر أحد ما قدمه فريقا من أداء أو أسلوب فني يأثر القلوب ويخطف الأنظار طالما غاب الانتصار.

واستطاع الزمالك في 3 مباريات متتالية أن يحقق 9 نقاط من خلال 3 انتصارات ثمينة، ليستعيد التوازن ولو جزئيا، في ظل فترة عدم استقرار الأداء والنتائج التي مر بها منتصف الدور الأول وفقدانه 17 نقطة حتى الآن.

وأمام الاتحاد السكندري ثم المقاولون العرب وأخيرا الأسيوطي سبورت، جاء انتصار الزمالك بطريقة “اقتصادية”، إذ اكتفى الفريق الأبيض بهدف أو اثنين على الأكثر، ولما يندفع هجوميا من أجل زيادة الغلة التهديفية أو مواصلة الضغط على المنافس، بل في كل مرة يحاول تأمين الفوز بشتى الطرق، باستثناء مباراة الأسيوطي التي تأخر فيها هدف الفوز.

انتصارات الزمالك حتى ولو غاب الأداء، ربما تكون مرضية بالنسبة لجماهيره المعروف عنها ميلها للجوانب الفنية والأداء الجمالي أكثر من أي نتيجة إيجابية.

بل أن الأمر أيضا ربما يكون مرضيا على مستوى الإدارة الفنية وإدارة النادي، بحيث يحقق المدير الفني مبتغاه، بعكس ما كان يحدث في مباريات سابقة، مثل مباراة الإسماعيلي التي قدم فيها الزمالك أداء ً جيداً لكنها خسر في النهاية ولم يتذكر أحد ما قدمه الأبيض في تلك المباراة والسيطرة على الكرة بشكل كبير.

الطريقة التي يتبعها المونتينجري نيبوشا يوفوفيتش المدير الفني للزمالك ربما تتشابه بشكل كبير مع تلك التي كان ينتهجها البرتغالي جايمي باتشيكو المدير الفني الأسبق للزمالك، والذي كان له دور كبير في التتويج بالدوري في موسم الثنائية 2014-2015.

حيث كان باتشيكو في ذلك الوقت يضغط بكل قوة لتحقيق الهدف والتقدم، ثم يغير أسلوبه على مدارالوقت المتبقي من المباراة بحيث يؤمن تقدمه.

وإذا ما نجح نيبوشا في تطبيق فلسفة دفاعية أفضل للفريق الأبيض فإن الأمور ربما تسير نحو الأفضل حتى وإن ظل الأداء الجمالي غائبا.