لا يفهم الكثير من عشاق الزمالك وجماهيره سر الهزائم المفاجئة التي يتلقاها الفريق بين الحين والآخر، لتعيده إلى نقطة الصفر فنيا ومعنويا، بعد أن يكون قد بدأ يعرف الاستقرار نسبيا.

الزمالك بخسارته أمام المقاصة، أثار الكثير من علامات الاستفهام حول الأداء السيء والخطط الفنية الغائبة وفوق كل ذلك الروح “الانهزامية” في الأداء الأبيض.

الأمور قد تبدو غير مبشرة لموسم الفريق الأبيض بالدوري المصري هذا الموسم وحتى كأس مصر، وبطولة الكونفدرالية الأفريقية المزمع أن يشارك فيها الفريق مطلع العام المقبل.

لكن الأمور قد لا تبدو فنية فقط، فيما يتعلق ليس بخسارة الزمالك من المقاصة فقط، ولكن فقدان شخصية الفريق التي تستمر لفترات طويلة، وربما لموسم كامل دون أن تتأثر بخسارة أو تعثر ما.

وعلى عكس ما يُقال دائما في الأوساط الرياضية “الجماهيرية والرسمية” بشأن سر انتصارات الأهلي في روح الفانلة الحمراء، فإن على النقيض تبدو أزمة الزمالك في “روح الفانلة البيضاء” والمقصود بذلك هو الثقافة المتوارثة بين لاعبي الزمالك في أن الخسارة ليست أزمة، وأن اللاعب قد لا يقاتل أو يخرج أقصى طاقاته في المباراة، لضمان عدم التعرض لهزيمة.

ثقافة الفوز وإن كانت متأصلة في الأهلي، فإنها بحاجة إلى تغيير في الزمالك، وتغيير جذري، بحيث لا يقبل اللاعب الهزيمة، إلا إذا كان قد قدم أقصى جهد لديه ولم يحالفه التوفيق – فهذا هو حال كرة القدم – .

لكن ما يظهر عليه الكثير من أجيال الزمالك المتعاقبة – رغم اعتماد الفريق على لاعبين ليسوا من أبناء النادي  في السنوات الأخيرة – فإن فكرة القتال من أجل كل كرة وبذل الغالي والنفيس لتحقيق الانتصار لا تبدو متأصلة وبحاجة لتغيير العقلية تماما، حتى يمكن للأبيض أن ينافس بقوة على  كل بطولة يشارك فيها ولا يكتفي بدور شرفي كأغلب البطولات على مدار التاريخ.